الرضا الوظيفي لدى الإعلاميات الفلسطينيات والمعوِّقات التي تواجههن في ممارسة عملهنّ

محمد أحمد إنجاص
أ.د. عزت محمد حجاب – جامعة الشرق الأوسط
عدد الصفحات : 33

323 Views

     هدفت الدراسة إلى التعرف على المناخات التي تعمل من خلالها الإعلاميات الفلسطينيات، وتحديد المعوّقات التي تواجه الإعلاميات، والتعرف على درجة الرضا الوظيفي لديهنّ. استخدمت الدراسة المنهج الوصفيّ المَسْحيّ، واعتمدت الدراسة الاستبانة أداة لجمع البيانات المتعلقة بموضوع البحث، وزعت على عينة عشوائية من الإعلاميات: (180) إعلامية، من أصل (206) إعلامية، حسَب سِجلّ نقابة الصحفيين الفلسطينين للعام 2020م.

    وأظهرت نتائج الدراسة أنّ مهنة الإعلام تؤثر على الاستقرار العائليّ والأسَريّ للإعلاميات، ويرى المجتمع أنّ مهنة الإعلام تؤثر على استقرار الصحفية العائليّ أو الأسَريّ، وأنّ المؤسسات الإعلامية لا تراعي الاحتياجات الإعلامية للنساء من خلال فرض ساعات عمل ومهامّ لا تتناسب والظروف الاجتماعية للمرأة الفلسطينية، وأنّ ثقافة المجتمع والنظرة التقليدية لعمل المرأة تعدّ واحدة من أهمّ معوّقات عمل المرأة في مجال الإعلام.

     أمّا أهمّ المعوّقات الإدارية التي تواجه الإعلاميات في عملهنّ فتتمثل في عدم وضوح أسس تقييم الأداء في المؤسسة الإعلامية، وهذا قد يؤثر بدوره على التقييم العادل والتمييز بين الموظفين، وخصوصاً بين الذكور والإناث، إذ يعدّ ذلك من نقاط ضعف المؤسسة الإعلامية.  

     وأشارت النتائج إلى أنّ أهمَّ المُعيقات المِهنية التي تواجه الإعلاميات هو أنّ سير العمل في المؤسسة الإعلامية مبنيٌّ على انتماءات مالك المؤسسة الإعلامية وتوجهاته؛ مما يؤثر على مصداقية العمل الصحفي. و أنه لا توجد عدالة فيما يتعلق بنظام الترقية للإعلاميات داخل المؤسسات الإعلامية التي يعملنَ فيها. كما أنّ الإعلاميات يواجهْنَ العديد من أشكال التمييز على أسس جندرية، وأنهنّ لا يحصلنَ على تقدير الأداء والإنجاز عند القيام بأداءٍ مميز، سواء أكان هذا التقدير مادياً أم معنوياً.

     وبيّنت النتائج أنّ الصحفيات يواجهْنَ عدم عدالةٍ في تقدير الأداء والتميّز والترقية مقارنة مع زملائهم الإعلاميين، وذلك نتيجة التمييز على أسس جندرية بين الإعلاميين الذكور والإعلاميات الإناث، أو نتيجة عدم وضوح الأسس التي يتم من خلالها الحصول على ترقية.

     وأبرزت النتائج أنّ الإعلاميات الفلسطينيات راضيات عن الحوافز والرواتب التي تُعطى لهنّ، في حين أظهرت عدم رضاهنّ عن نظام العلاوات؛ وهذا يعود إلى التمييز وعدم إنصاف الإعلاميات من حيث العلاوات؛ وبذلك لا يمكن للمرأة أن تعتمد على العلاوات باعتبارها جزءاً من دخلها.

     وأشارت النتائج إلى أنّ الإعلاميات راضيات عن مكان العمل داخل مؤسساتهنّ، وأنّ المؤسسة توفر ما تحتاجهُ الصحفية من أدوات وأجهزة؛ لتمكينهنَّ من القيام بعملهنّ.

     وأشارت النتائج – أيضاً – إلى أنّ درجة الرضا لدى الإعلاميات الفلسطينيات عن المَهامّ الموكولة إليهنّ، وتتضمّنها وظيفتهنَّ داخل مؤسساتهنّ، كانت بدرجة مرتفعة من خلال إتقان عملهنّ، وإيمانهنّ بالتحدي الذي يشكله لهنّ هذا العمل.

     كما أظهرت النتائج أنّ عدم توفر نظام الحوافز في المؤسسة يحبط الموظف، ويجعله ينفذ المَهامَّ الموكولة إليه؛ لأنها مجرد وظيفة يتطلب منه القيام بها فحسْب دون وجود ما يدفعه إلى الإبداع، ودون كفاءة.

     وأخيراً، أوصت الدراسة بضرورة توفير الظروف الملائمة للإعلاميات؛ لممارسة عملهنّ دون مُعيقات، وتعزيز دورهنّ إدارياً بين زملائهم من خلال إشراكهنّ في دورات تدريبية لزيادة الكفاءة لديهنّ، ومنحهنّ حق الترقية إذا كان أداؤهنّ يستحق ذلك.

222 Downloads