تبحث هذه الدراسة في مستقبل صناعة الإعلام العربي في الفترة من 2024 إلى 2034 في ضوء التزايد المطرد في دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI). وتحدد الدراسة القطاعات الإعلامية الرئيسية التي يُرجح أن تتأثر بالذكاء الاصطناعي مثل: إنتاج المحتوى، وإعداد الأخبار، والتحرير، والتفاعل مع الجمهور، وتقترح استراتيجيات للتنفيذ الفعّال. وتعتمد الدراسة على منهج المسح الوصفي، مستندة إلى “النظرية الموحدة لقبول واستخدام التكنولوجيا” (UTAUT). وتم جمع البيانات من خلال استبيان إلكتروني لعينة قصدية مكونة من 264 مشاركًا من 18 دولة عربية، شملت نخب أكاديمية ومهنيين إعلاميين عاملين في مؤسسات إعلامية عربية.

كشفت النتائج أن 70.5% من المشاركين يعتقدون أن الذكاء الاصطناعي سيقومون بأتمتة المهام الروتينية مثل كتابة الأخبار وتحرير الفيديوهات، مما يُحسّن الكفاءة. ومع ذلك، أشار 41.6% إلى أن التكاليف العالية للتنفيذ تُعد عائقًا كبيرًا. ورغم هذه التحديات، يتوقع 45.5% تأثيرًا قويًا للذكاء الاصطناعي على المشهد الإعلامي مستقبلاً، إلا أن مستوى الاستخدام الحالي لا يزال محدودًا (31.1%). ولم تُظهر النتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين المتغيرات الديموغرافية.

تُسهم هذه الدراسة علميًا في تقديم رؤية استشرافية لدور الذكاء الاصطناعي المتطور في الإعلام العربي، وتحديد فجوات التنفيذ، وتقديم رؤى عملية لصانعي السياسات وقادة المؤسسات الإعلامية لتعزيز تبني الذكاء الاصطناعي بشكل أخلاقي وفعّال وشامل في مجال الصحافة.