تمثلات الآخر في خطاب حماس الإعلامي خلال عملية “طوفان الأقصى”: دراسة تحليلية بلاغية

أ. عناد ممدوح الزبن، جامعة الشرق الأوسط
د. صباح الحراحشة، جامعة الشرق الأوسط

38 Views

هدفت هذه الدراسة تحديد كيفية تمثيل حركة حماس لـ “الآخر” في خطابها الإعلامي خلال عملية “طوفان الأقصى”. ولتحقيق هذا الهدف، اعتمدت الدراسة المنهج النوعي التحليلي، وتحديدًا تحليل الخطاب البلاغي. شملت عينة الدراسة جميع الخطب التي ألقاها أبو عبيدة، الناطق الإعلامي باسم حركة حماس، خلال الفترة الممتدة من 7 أكتوبر 2023 إلى 1 يناير 2024، وعددها 11 خطابًا.

بينت نتائج الدراسة أن الخطاب الإعلامي لحركة حماس ركز على تصوير مجموعتين رئيسيتين: “نحن” و “هم”. ضمت مجموعة “نحن” الشعب الفلسطيني بكل أطيافه، وتمت الإشارة إليه بمصطلحات ذات دلالات إيجابية مثل: “المرابط”، “القابض على الجمر”، “الصامد”، “المتصدي لغطرسة الكيان”، “المتمرس على أرضه”، “المقاوم”، “الثائر”، و”الأهل في الضفة الغربية”. كما شملت هذه المجموعة الأمتين العربية والإسلامية، وتمت الإشارة إليهما بعبارات، مثل: “كل الأقطار العربية والإسلامية”، “جماهير أمتنا”، و”أفراد حركات المقاومة في العراق واليمن ولبنان”، و”المجاهدين”. وامتدت المجموعة لتشمل “أحرار العالم”، في إشارة إلى جميع الرافضين للعدوان على غزة، بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية والأيديولوجية.

في المقابل، ضمت مجموعة “هم” “الصهاينة”، وتمت الإشارة إليهم بمصطلحات ذات دلالات سلبية، مثل: “الطغاة”، “العدو”، “القطعان”، “المستوطنين”، “المجرمين”، “الجماعات الدينية المتطرفة”، “الشراذم القادمين من أوروبا الشرقية والغربية، ومن بقاع الأرض كافة”. وشملت المجموعة أيضًا “أمريكا”، و”كل الدول الداعمة للاحتلال”.

وبينت النتائج أن خطاب حركة حماس اعتمد على استراتيجيات بلاغية متعددة، مثل استخدام المصطلحات ذات الدلالات المشحونة، والاستشهاد بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية، وتقديم الأدلة الإحصائية.

وكشف التحليل أن خطاب حماس لا يتسم بالتطرف في تحديده لمجموعة “هم”، بل يستند إلى حق مقاومة الاحتلال والدفاع عن النفس، وفقًا للشرعية الدولية وحقوق الإنسان.

وتوصي الدراسة بضرورة استخدام المنهج النوعي التحليلي للكشف عن أهداف الحركات والتنظيمات المختلفة وعلاقتها بالأحداث الآنية التي تتعرض لها المنطقة العربية.

26 Downloads